المشاركات الشائعة

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

منحة دراسية للطلبة العرب

 اعلنت جامعة بابل - العراق عن منحة دراسية للطلبة العرب من غير العراقيين ضمن برنامج المنح الجامعية المجانية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية 



و الجدير بالذكر بأنَّ جامعة بابل هي  واحدة من الجامعات العراقية الكبيرة. و الجامعة الاولى على مستوى العراق  تقع في محافظة بابل الواقعة في وسط العراق على ضفاف نهر الفرات. تتألف الجامعة من 21 كلية تتوزع في ثلاثة مجمعات أساسية تقع جميعها في مدينة الحلة. الحرم الجامعي المركزي يقع غربي مدينة الحلة على الطريق الرابط بين بابل والنجف، وهو أكبر المجمعات من حيث المساحة وعدد الكليات و يليه مجمع الكليات الطبية الواقع في وسط مدينة الحلة بحي الاسكان. وتقع كلية الفنون الجميلة على بعد شارع واحد من هذا المجمع. و أخيرا مجمع صغير في شمالي غربي الحلة قريبا من مستشفى مرجان وحي الجزائر. و كانت الجامعة تمتلك حرما أخرا في ناحية القاسم يضم كلية الطب البيطري، قبل أن تنفصل الأخيرة في اواسط 2012 وتصبح تابعة لجامعة القاسم الخضراء حديثة التاسيس والتي أصبح الحرم تابعا لها. تأسست الجامعة في 25/4/1991



للتقديم على المنحة اضغط هنا

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

خطابات الما بعد

 للتحميل مباشر : 


كتاب : خطابات الما بعد في استنفاد أو تعديل المشروعات الفلسفية
مجموعة مؤلفين 


اشراف و تقديم: علي عبود المحمداوي


منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف السلسلة: مسائل فلسفية 






الأحد، 27 سبتمبر 2020

الاثنين، 27 يوليو 2020

الأربعاء، 15 يوليو 2020

كتاب [سحر الموضوع] و اسئلة المنهج في نقد النقد الادبي ، الان

للتحميل مياشر : 

بحث : كتاب [سحر الموضوع] و اسئلة المنهج في نقد النقد الادبي ، الان 

الاستاذ الدكتور : عبد العظيم رهيف السلطاني .

 مجلة الاديب الثقافية ، العدد الاول، السنة الاولى ، صيف 2020




الاثنين، 8 يونيو 2020

تقويل النص

للتحميل كتاب :



تقويل النص
تفكيك لشفرات النصوص الشعرية والسردية والنقدية


تأليف
د. سمير الخليل
نسخة معدلة و مصححة 

للتحميل اضغط هنا :

الثلاثاء، 26 مايو 2020

دراسات ثقافية الجسد الأنثوي، الآخر، السرد الثقافي

حصرياً ..

حصرياً ..

تحميل كتاب : 


دراسات ثقافية
الجسد الأنثوي، الآخر، السرد الثقافي
تأليف
أ.د. سمير الخليل             د. طانية حطاب
                       بغداد/ العراق                   مستغانم/ الجزائر

\



الأحد، 24 مايو 2020

الأربعاء، 22 أبريل 2020

أفاتار AVATAR


مقاربة نقدية لفلم الخيال العلمي ( أفاتار AVATAR)  
Tareq Zeyad
م.م طارق زياد محمد – طالب دكتوراه  – جامعة بابل – كلية التربية للعلوم الانسانية \ قسم اللغة العربية .
v   نظرة عامة :
فيلم آفاتارAVATAR أي الممسوخ أو المتحول ، وهو من نوع أفلام الخيال العلمي أيضاً، وتدور أحداثه سنة 2154 على سطح كوكب باندورا Pandora الغني بالمعادن النادرة التي يحتاجها البشر سكان الأرض بعد أن نفذت الطاقة في كوكبهم وباتوا بحاجة لمصادر طاقة بديلة للبقاء على قيد الحياة وإنقاذ الحياة على كوكب الأرض فعمدوا إلى أسلوب القرصنة والاستعمار الفضائي لكواكب أخرى من بينها كوكب باندورا المأهول بالسكان المسمون قبائل الـ نا في Na’vi، الذين أعلنوا المقاومة ضد الغازي البشري لكوكبهم مما يرغم البشر على استخدام حيلة التسلل إلى أوساط النافي Na’vi بواسطة أحد البحارة السابقين الذي يتغلغل في أوساط سكان كوكب باندورا بفضل نسخته اللابشرية Clone extraterrestre التي يقودها ويوجهها عن بعد، إلا أن هذا الأخير يفتتن بإحدى نساء النافي Na’vi الثائرات ويقع تحت سحرها ، مما يجعله يتفهم ويتعاطف مع قضية الثوار المقاومين للغزو البشري في عالم آخاذ ومذهل . مما لاجدال فيه أن هذا الفيلم سيدمغ تاريخ السينما ببصماته كما فعلت قبله ثلاثية فيلم المصفوفة ماتريكسMatrix وهي تحفة سينمائي لا مثيل لها قبل خروج آفاتر AVATAR ، استغرق إنتاج الفيلم أربع سنوات كانت ضرورية لاستكمال وتوفير الوسائل الفنية والتقنية التي احتاجها إخراج هذا الفيلم الخارق الذي يتحدى به المخرج الكندي مرة أخرى عالم السينما حيث تجاوزت ميزانيته 300 مليون دولار ليقدم من خلاله لوحد فنية نادرة الجمال والاتقان والرونق عن مواجهة مصيرية بين البشر وقبائل النا في Na’vi من سكان باندورا وفي وسط هذه المواجهة العنيفة تنمو قصة حب غير متوقعة، والصراع على معدن نادر لا يوجد إلا على سطح هذا الكوكب المنكوب. لجأ المخرج جيمس كاميرون في هذا الفيلم، كعادته في كل فيلم، إلى تقنية سينمائية ثورية جديدة تسمى performance captur ، وهي تقنية تصوير تسجل بدقة لا متناهية التعابير الظاهرية للممثلين ثم إعادة بنائها بواسطة تقنية الأبعاد الثلاثة دون الحاجة للجوء إلى التقنية القديمة عبر المكياج والمتمثلة بعمليات الترميم بالتعويض بأعضاء أو بأجزاء صناعية مصنوعة من مادة اللاتكس النباتية المستخرجة من عصارة بعض النباتات على شكل حلباب لوضعها على وجوه الممثلين لتحويلهم إلى كائنات لا أرضية، وبفضل التقنية الحديثة باتت التعبيرات في الوجوه أكثر دقة ومصداقية وتأثيراً والأكثر اتقاناً في مجال المؤثرات البصرية الخاصة.
كما استخدم المخرج تقنيات عالية ومتقدمة جداً وذلك باستخدام كاميرات رقمية خاصة صنعت خصيصاً لهذا الفيلم من نوع fusion 3D الثلاثية الأبعاد ومع ذلك فهي خفيفة وقابلة للاستخدام والحركة والتنقل بخفة حيث صور المخرج بها مشاهد ثلاثية الأبعاد مباشرة وبنفس الحرية التي يتمتع بها المخرج في الأفلام الكلاسيكية التقليدية وهي تقنية لم تكن معروفة قبل سنوات وكان المخرج ينتظرها منذ خمسة عشر عاماً. بيد أن هذا الأمر يتطلب ظروف عرض خاصة أيضاً حيث سيتوجب على المشاهد التزود بنظارة ثلاثية الأبعاد أيضاً تعطى له على مدخل صالات العرض لكي يتمتع بالدمج الفائق الاتقان بين المشاهد الطبيعية المصورة كلاسيكياً والمشاهد الرقمية المصنوعة كومبيوترياً والمجسمة والتي لم يتمكن من تحقيقها أي مخرج قبل جيمس كاميرون عدا مخرجي فيلم ماتريكس Matrix ومخرج فيلم قراصنة الكاراييبpirates des Caraibes ، ومخرج فيلم سيد الخواتم le seigneur des anneaux، حيث يسعى جيمس كاميرون دائماً إلى تجاوز حدود الممكن.


نظرة عن قرب :
v    ماهو الافتار ؟
افاتار هي كلمة سانسكريتية تعني (الاله) او (حلول الاله في جسد )  في الفلسفة الهندوسية يشير إلى تجسد كائن علوي (ديفا) أو الإله الأعلى على كوكب الأرض. ترجمة كلمة أفاتارا في السنسكريتية النزول وتعني عادة النزول المقصود للعوالم السفلية لأهداف خاصة. تستعمل الكلمة في الهندوسية عادة للإشارة لتجسدات فيشنو الذي يعبده كثير من الهندوسيين كإله. ثم استعملت الكلمة للإشارة لأي تجسدات للإله أو لمعلمين مهمين في ديانات أخرى.([1])
ويتضح هذا المفهوم للافتار من خلال عبارة يكررها بطل الفلم بقوله : (حياة تنتهي و اخرى تبدأ)

v    الكوكب (باندورا) :
هو رمز اغريقي لاسطورة صندوق (باندورا) و هي امرأة فائقة الجمال خلقتها الالهة اليونانية . و هي متكونة من مقطعين ( بان – دورا ) اي هي التي منحت كل شيء . اما صندوقها فهو صندوق يحوي على كل شرور العالم فتحته و اغلقته لكن بعد فوات الاوان فقد انتشرت الشرور في العالم .
و بالاصل خلقت باندورا و صندوقها للايقاع بـ (برومثيوس) الذي نقل النار للبشر فكان الصندوق عقاب له . و لوحة (باندورا) التي رسمها الفنان الانكليزي (جون وليام وترهاس) تجسد هذه الاسطورة .([2])  










v    المُخَلّص :
و هي فكرة موجودة في كل الاديان : المهدي عند المسلمين و المسيح عند النصارى و الافتار او كالكي عند الهندوس . و هي شخصية ابدع الفلم في خلقها .
ذروة الشر تتمركز في الإنسان ذاته، بهذه الفكرة المبدئية ينطلق مسار فيلم Avatar من إتقان المخرج جيمس كاميرون، الذي غاب عقدًا كاملاً، ليعود  المخرج جيمس كاميرونحاملاً مأساة الإنسان الوجودية، ليخلق من اللاشيء؛ من سديم الخيال صورةً عن الإنسان غابت عن الإنسان ذاته طويلاً. خلق أشرطة بصرية راجعَ من خلالها مفهوم الإنسانية  ذاته. لطالما أراد الإنسان أنسنة معارفه، لكنه غفل عن أنسنة ذاته. بل عجز عن ترويض ذاته، وقمة العجز، أن يتحول الإنسان ذاته إلى خطر على نفسه هو.
v    ماهو النافي Na'vi ؟ :
هي اللغة المبنية من Naʼvi ، السكان الأصليين من السكان الأصليين للقمر الخيالي Pandora في فيلم 2009 Avatar . تم إنشاؤه من قبل بول فرومر ، وهو أستاذ في كلية يو إس سي مارشال لإدارة الأعمال مع دكتوراه في علم اللغة . صُمم Naʼvi لتتوافق مع تصور جيمس كاميرون حول ما يجب أن تكون عليه اللغة في الفيلم ، لتكون قابلة للتعلم بشكل واقعي من خلال الشخصيات الإنسانية الخيالية للفيلم ، وأن تكون منطوقة من قبل الممثلين ، ولكن لا تشبه أي إنسان لغة. عندما صدر الفيلم في عام 2009 ، كان لدى Naʼvi مفردات متزايدة من حوالي ألف كلمة ، لكن فهم قواعده اقتصر على منشئ اللغة. ومع ذلك ، فقد تغير هذا لاحقًا عندما قام فرومر بتوسيع المعجم إلى أكثر من 2200 كلمة  ونشر قواعد اللغة ، مما جعل Naʼvi لغة كاملة نسبياً ، قابلة للتعلم وصلاحية.([3])
في الفيلم يعيد المخرج في فيلمه الإنسان إلى قاعِه، إلى حثالته الأصلية الرابضة في الطبقات الغامضة من عالمه، أعاده إلى وحشية مستقرة، يسترها تمثيله، واصطناعه، ويسترها بأعنف أسلحته. إنه وحده من أطلق على كائنات الغابة وحوشًا بينما هو الوحش ذاته، وهو المخيف الأول، وهو الذي بقر أمعاء كل كائنات الغابة، ليقف من أعلى الجبل خطيبًا، يضرب بكفيه على رئتيه، معلنًا نهاية عصر الغابة، ودخول عصر تسيّد الإنسان، ليذبح بآرائه وأفكاره، وآلاته، شرايين الطبيعة.
كان مارتن هيدغر، من أوائل الفلاسفة الذين أعلنوا أفول سيطرة الإنسان على التقنية، ليتحول إلى مجرد عبد في محرابها، بسبب انفلاتها من يده. تمثل الانفلات بـالقنابل الذرية-قبل النووية-، والحروب العنصرية، والألغام، والقنابل-التي أسماها الإنسان عبر لغته هو بالقنابل الذكية كان -الإنسان- لا يحفر قبره هو فقط، بل كان يحفر قبور الأولين والآخرين.([4])
في الفيلم: الكائنات الغريبة-التي يخطط الإنسان لقطع شجرتها المقدسة- كانت تتصل عبر  جذورها بأجدادها، كانوا يسمعونهم. لكأن كل الطبيعة تسكن السكينة، وتطرب للتذكر، وتتمايل على استحضار ما لا يأتي؛ ليس عبر العقل وحده، وإنما بطرائق الحس، ودروب الخيال.
كان القرن العشرين-بحسب ما تنبأ مارتن هيدغر- المسرح الأخطر لتجسيد مبادئ التوحش. وإذا كانت النازية والفاشية تمثلان أبشع تشكيلات الحدية الوحشية، بسبب بناء التمييز على الفروقات العرقية، بتخصيص الأبيض، وعلى رأسه نوع الرومان، والجرمن، فإن كل إنسان يمكن أن تدجّن جذور وحشيته، بأصالة الشر المحفورة في عمقه، والتي وضع لأجل كبحها القانون. إذ البراءة الأصلية توجد في الأذهان فقط، وإلا فإن الشر صديق الكتل البشرية. يقول الباحث في الفلسفة  جون ميشال بيسنييه :  (كان هيغل يشكك في إنسانية الأفارقة). والكراهية لعنته، كتب بليز باسكال في خواطره:(لو عرف جميع الناس ما يقوله بعضهم في بعضهم الآخر لما وقعت على أربعة أصدقاء في العالم). إنها شجرة الكراهية.  أطلق هيدغر سؤاله عن مآل الإنسان مع التقنية حيث قال:(هل الثقافة التقنية وتبعًا لها التقنية ذاتها تمهد بشكل عام لشي؟ وإذا كان الجواب بنعم، فبأي معنى، لثقافة إنسانية؟ أم أنها تهدد الثقافة الإنسانية بالانهيار؟).([5])
في الفيلم: يواجه الإنسان الوحوش لأنها كائنات بلا لغة!. أراد عبر آلاته المتوحشة دكّ شجرتها المقدسة، لهذا لم تجد بدًا من مواجهته. الإنسان لم يفهم الطبيعة، لهذا واجهها، لأن الطبيعة بلا لغة. لا غرابة أن بوستر  فيلم أفاتار يستنكف بعض الفلاسفة والعلماء من تفاهة الإنسان ذاته. كتب ديوجين قديمًا: (من الواجب علينا أن نعود لنعيش مع الحيوانات فهي جد دمثة ومطمئنة ومنطوية على نفسها). كره هيدغر اللغة المتبجحة التي ينتهجها الإنسان، بل كره لغونات الإنسان وزيفه، كره نوعه الحشري الفتاك، فكتب في نص أثير له: (أجلس مع الفلاحين على مقعد أمام المدفأة أو حول طاولة وأحيانًا نصمت وندخن الغليون، ومن حين إلى آخر نتحدث عن شح الخشب، أو عن حمل البقرة). نيتشه كان واضحًا إذ هتف: (إن الإنسان أعرق من القرود في قرديته).([6])
في الفيلم؛ يبرز المخرج بعبقرية فذة، ذلك العسكري الضخم وهو يستعد بعضلاته لهزيمة الوجوش، إن ذلك العسكري هو النموذج الصارخ للإنسان البهيمي، المنخلع من التفكير بذاته، كان كتلة لحم، كان مجرد كيس بشري مدجج بأصناف الكراهية، رضع من ثدي اللعنة ألبان الحرب، فعشق شرب الدم، هكذا تمت نمذجة الإنسان الحديث بالذات كان الإنسان مثار حديث منذ القدم، منذ أن حكى هيراقليطس عن جهد الإنسان في مقاومة الصيرورة  إلى أزمنة الحداثة البعيدة التي رأت في الإنسان مقاومًا لجيوب فضائحه. عالجت الفلسفات البعدية فضائح الإنسان، بعد أن انشغلت الحداثة بذكر مزاياه. اكتشفت الفلسفات أن العقل المقدّس حداثيًا هو من أجهز على الحدس. لهذا كتب فوكو أنه يكتب بشكل فني .
يقول مطاع صفدي : (إنَّ هايك - أبرز شراح فلسفة هوبز وأفلاطون السياسية- قد خصّ توماس هوبز بدور المرجع الأول لليبرالية الأنجلو أمريكية تحديداً  ) ووفق صفدي أيضاً- فإن هايك: (قد درّس هايك أجيالاً من الشباب الأمريكي طيلة ثلاثة أرباع القرن العشرين، وكان له التأثير الحاسم في نمو اليمين المتطرف المسيطر على رسم الاستراتيجيات في البيت الأبيض خلال عهد بوش الأخير ومساعد رامسفليد أحد تلامذة هذا المفكر هايك ولفوفيتز يعتبر أحد المهندسين الأساسيين للحرب على العراق).([7])
من هذا الانبعاث التاريخي لثقافة الخراب تمت عقلنة أشكال الخراب، يتوغّل الخراب داخل بقايا المدنية والتي ابتدأت فعلياً في أوروبا القارة التي حافظت طويلاً على الحس المدني عبر اجتباء أعمق النظريات تأثيرًا على الحياة وعبر إيقاف صهيل ثقافة التخريب والردم، هل تنوي أوروبا وأغلبها يسير اليوم مغمض العينين خلف إرادات الخراب التي تحاول هندستها استراتيجيات هدمية تحاول اجتثاث الإنسان من أصله وتسويق بقاياه، أم أن غضبة على وزن ثورة جديدة أوروبية ستوقف ذلك المد المخيف؟
في فيلم أفاتار يأتي تهدد فيه الحرارة سلامة الكوكب، في زمن قمة كوبنهاجن  في زمن تربص الامبراطوريات وتعنت الإنسان. يأتي ليضع الإنسان على حافة السؤال، كيف يمكنه أن يواجه ما كسبت يداه. كيف يمكنه أن يخرج من مأساته التي صنعها هو. كان الفيلم نعيًا لكل المرارات التي جذرها الإنسان ورماها على الأرض، كان تعبيرا-بالنيابة عن كل سكان الطبيعة-عن رفض ما فعله الإنسان منذ قرون. كان مشهد الشجرة وهي تسقط على قطيع سكان تلك الغابة مؤلمًا، لم يكن لذلك المشهد أن يؤلم لولا أن الإنسان ذاته بات مشكلة نفسه. كيف يمكن للامبراطوريات أن تتحفظ على خطط أممية لإنقاذ الكوكب، وإغاثة الطبيعة؟
في الفيلم: يأتي العسكري، تلك الحمولة البشرية الخالية من كل معنى كوني، يأتي إلى الغابة باطشًا، موقف العسكري في تلك اللحظة، هو موقف الكثير من البشر، الذين تتوقف مصالحهم ونزواتهم على إهلاك الآخرين. يا لها من مشاهد كارثية، حملها فيلم المخرج الذي صمت دهرًا ونطق برضة عنيفة. كتب نيتشه على لسان زرادشت: (إن اكتشاف خفايا الإنسان لمن صعاب الأمور، وأصعب الأمور أن يكتشف الإنسان نفسه).([8]) يحاول الإنسان اكتشاف معايب غيره، والتشنيع على سواه، ليطمئن إلى حثالات عيوبه، تلك هي طينة الخراب التي لا مفر منها. لكأن النشيد القديم السائل عن موعد شفاء الإنسان من مرضه المستديم لم يكن سوى صرخة في فلاة، لن تسمع. وما الإنسان-لدى نيتشه- سوى (مجموعة من العلل، تتطلع بالعقل إلى العالم الخارجي مفتشة عن غنيمة، ليس هذا الإنسان إلا كتلة أفاع اشتبكت).([9])
نظرة نقدية محورية :
كما اسلفنا سابقاً ؛ فإنَّ قصة الفيلم تدور في المستقبل، عام 2154 بالتحديد، حول شركة “إدارة تنمية الموارد” التي أقامت قاعدة عسكرية على كوكب “باندورا”، الذي يبعد 4،3 سنة ضوئية عن الأرض،  لاستخراج خامات معدن وهمي اسمه Unobtainium يفترض أنه سيحل مشكلة الطاقة، بعد أن تم استنزاف الشركات لموارد الطاقة الأرضية حتى النهاية.  ويجب أن يكون مشاهد الفيلم  على قدرٍ عالٍ من البلادة الذهنية لكي لا يدرك أن الحديث يدور مواربةً هنا عن نفط العراق خاصة ونفط العرب عامة!
بجميع الأحوال، باندورا في الأساطير الإغريقية هي المرأة الأولى، أي حواء، وهو الاسم الذي يطلقه جيمس كاميرون في الفيلم على كوكب غني جداً بالحياة النباتية والحيوانية يعيش فيه شعب “النافي” Na’vi الذي يتآلف مع الكوكب في حالة انسجام تام، وهو الشعب الذي يصبح مهدداً بالدمار الجسدي والبيئي بسبب أطماع الشركات الأرضية بثرواته واحتقارها لثقافته.
النافي ليسوا بشراً مئة بالمئة، بل عرق أخر ذو صفات جسدية مختلفة نوعاً ما، فهم أكثر طولاً بكثير من البشر ويميل لون بشرتهم للأزرق وإلى ما هنالك.  ولكنه عرق عاقل ذو حس وإدراك متطور، وله منظومة أخلاقية متقدمة من أهم ما فيها مدى احترامها للأرض والكائنات التي تعيش عليها.  فالموضوعة البيئية تمثل العامود الثاني لفيلم “أفاتار” بعد موضوعة الإمبريالية، واحترام الفيلم لشعب النافي متفرع من تبنيه لقضية البيئة إلى حدٍ كبير.
وتدير دكتورة علم نبات اسمها غريس أوغسطين (الممثلة سغورني ويفر) برنامج أفاتار في شركة إدارة الموارد البشرية التي تسعى لاستعمار كوكب باندورا ولكنها تسعى للتفاهم مع النافي، حتى أنها أسست لهم مدرسة لتعليم اللغة الإنكليزية، كما أنها مسحورة بالبيئة الطبيعية لباندورا التي يبدو أنها تهمها أكثر بكثير من تعدين موارد الطاقة فيه.  وهنا تنشأ أجندات مختلفة ما بين المشاركين ببرنامج “أفاتار”، الذين يحلون على كوكب باندورا وشعب النافي بأجساد نافيين، وعلى رأسهم بطل الفيلم جيك سلي (الممثل سام ويزينغتون)، وما بين القائمين على شركة إدارة الموارد البشرية بشقيها العسكري والاقتصادي.
الشق العسكري من شركة إدارة الموارد البشرية يتألف طبعاً من قطيع من المرتزقة العاملين كجيش للشركة، وجلهم من العسكريين الأمريكيين السابقين، ويصعب بشدة هنا أن لا يفكر المرء بشركة بلاووتر وما يعادلها في العراق وأفغانستان وغيرهما. ولا شك أن أجهزة الحرب والقتال المتطورة والحديثة في الفلم نماذج موجودة فعلاً تحت الاختبار في المصانع الأمريكية ، وقريباً سترى النور في حرب قادمة ضد الإرهاب في بلد ما. 
من ناحية أخرى هو صدام بين الحضارة والبداوة، بين التقنيات الحديثة والوسائل البدائية، ذلك الصدام يطرح تساؤلات غاية في الأهمية، تبقى عالقة في الذهن حتى بعد انتهاء الفلم: هل يقترب الإنسان من الكمال كلما تناغم مع الكون من حوله أم كلما نأى عنه وترفع؟ ما دور ارتباط الكائنات بالموجودات حولها وإحساسها بكل ذي جسد وروح في الوصول إلى الغاية من الوجود؟ كيف يمكن أن يتسامى الإنسان ويدافع عن قضية تبدو للوهلة الأولى أنها قد تقضي على جنسه البشري ويبقى الصراع الثالث الأكثر تعقيداً وهو بين الإنسان ونفسه، بين العجز كواقع مؤلم، والرغبة في التغيير حتى وإن كان خيال وإحساس.
عندما تدقق في أحد تلك المشاهد سوف تجد أن واحداً من الملابس التى كان يرتديها البشر كان يحمل رسالةً خفيةً للمشاهدين، بالتحديد القبعة التي كان يرتديها Norm كانت تحوي شكلاً غريباً وهو يبدو عشوائياً للوهلة الأولى إلّا أنه ليس كذلك، هذا النقش هو الرقم 1969 بلغة (بريل) التي يستخدمها المكفوفون للقراءة وهو الرقم الذي  يعود لكونه العام الذي صعد فيه أول بشريٍ إلى القمر. اي أنَّ هذا التغير و الرغبة في غزو الفضاء ليس جديداً و إنما له جذور و اولها هو صعود الانسان للقمر .
و الجدير بالذكر بأنَّ هناك كتاب بعنوان ( التاريخ الاجتماعي و الحياة البايلوجية لكوكب باندورا الخيالي ) من ٢٢٤ صفحة في ٢٤/١١/٢٠٠٩ صدر قبل عرض الفلم اي قبل إطلاق الفيلم رسمياً في 18/12/2009 في الولايات المتحدة!(كما ذكرت العديد من الصحف والمواقع اللالكترونيه المهتمة ) و هذا الكتاب يمثل المقولات و الافكار التي تنطلق او انطلقت منها نظرية الافتار .



Tareq Zeyad

v    المصادر :
اولاً : الكتب :
1.  اسطورة صندوق باندورا ، د.احمد خالد توفيق ، سلسلة روايات مصرية للجيب ،  المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع ، 2004.
2.  التقنية – الجقيقة – الوجود ، مارتين هيدغير ، ترجمة : محمد سبيلا و عبد الهادي مفتاح ، المركز الثقافي العربي –لبنان ، 1995.
3.    نظرية القطيعة الكارثية ، مطاع صفدي ، مركز الانماء القومي ،2005.
4.    هكذا تكلم زراديشت ، فريدريك نيتشة ، ترجمة :فليكس فارس ، مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة ، 2014.
ثانياً : الدوريات :
1.    التنوير الاوربي كيف قرأناه ، فهد سليمان الشقيران ، مقال في جريدة الحياة (لندن) ، 20\2\2012.
2.    العلاقة بين الافتار و العقيدة الهندوسية ، اسامة الصفار ، مقال في جريدة القاهرة اليوم ، 19\1\2010.
3.    المجازر العالمية و النظرات الفلسفية ، فهد سليمان الشقيران ، مقال في جريدة الحياة (لندن) ، 24 \9\2012.
ثالثاً : المواقع الالكترونية :
1.  موسوعة ويكابيديا العالمية ، https://en.wikipedia.org/wiki/Na'vi_language ، قاموس نافي النهائي ، مارك ميلر .
2.  موسوعة ويكابيديا العالمية على شبكة الانترنيت ، https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%A7%D8%B1 ، و المقال مقتبس من كتاب (Hawley، John Stratton؛ Vasudha Narayanan (2006). The life of Hinduism. دار نشر جامعة كاليفورنيا. صفحة 174. ISBN 978-0-520-24914-1.



([1]) - موسوعة ويكابيديا العالمية على شبكة الانترنيت ، https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%A7%D8%B1 ، و المقال مقتبس من كتاب (Hawley، John Stratton؛ Vasudha Narayanan (2006). The life of Hinduismدار نشر جامعة كاليفورنيا. صفحة 174ISBN 978-0-520-24914-1.) . و ينظر : العلاقة بين الافتار و العقيدة الهندوسية ، اسامة الصفار ، مقال في جريدة القاهرة اليوم ، 19\1\2010
[2])) -  ينظر : اسطورة صندوق باندورا ، د.احمد خالد توفيق ، سلسلة روايات مصرية للجيب ،  المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع ، 2004 ، 6 -7 و مابعدها
[3])) - موسوعة ويكابيديا العالمية ، https://en.wikipedia.org/wiki/Na'vi_language ، قاموس نافي النهائي ، مارك ميلر .
([4]) - التقنية – الجقيقة – الوجود ، مارتين هيدغير ، ترجمة : محمد سبيلا و عبد الهادي مفتاح ، المركز الثقافي العربي –لبنان ، 1995 ، 50
[5])) – ينظر : المجازر العالمية و النظرات الفلسفية ، فهد سليمان الشقيران ، مقال في جريدة الحياة (لندن) ، 24 \9\2012
[6])) - ينظر : التنوير الاوربي كيف قرأناه ، فهد سليمان الشقيران ، مقال في جريدة الحياة (لندن) ، 20\2\2012
[7])) - نظرية القطيعة الكارثية ، مطاع صفدي ، مركز الانماء القومي ، 2005 ،
[8])) - هكذا تكلم زراديشت ، فريدريك نيتشة ، ترجمة :فليكس فارس ، مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة ، 2014 ، 55
[9]))  - المصدر نفسه ، 65